شريط اخبار مكتوب
بحـث
المواضيع الأخيرة
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 6
صفحة 1 من اصل 1
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 6
عبد الناصر وثورة اليمن...6
كان طلبة اليمن قد تجمعوا بصفة رئيسية فى مدرسة حلوان الثانوية، وكانوا يقيمونجميعهم فى هذه الضاحية . كان ذلك فى بداية الخمسينات ـ فى أعقاب فشل ثورة 1948 -وبالطبع فقد كانت المناقشات الفكرية والسياسية تتواصل بينهم ، وكان هناك أيضاجواسيس للإمام والسفارة اليمنية يندسون بينهم، وبعض الطلبة يتصلون بعدد من قياداتالفكر والسياسة فى مصر من أمثال أحمد بهاء الدين وأحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاةللاستزادة الثقافية وصقل أفكارهم ، وكان حديث هؤلاء مع طلبة اليمن يزيدهم تفتحاوينمى داخلهم روح الثورة، وكان من أبرز هؤلاء الطلبة اثنين من لعبا دورا مهما فيمابعد فى إسقاط حكم الإمامة؛ هما عبد الله قائد جزيلان وعبد الرحيم عبد الله ،وكلاهما كان يتميز بروح ثورية وثابة ترفض الظلم وتتطلع إلى التغيير . وكان عبد اللهجزيلان قد درس فى مصر فى جميع مراحل التعليم حتى تخرج من الكلية الحربية فى مصرأيضا، وشاركهما فى نفس المشوار فيما بعد كل من على عبد المغنى، وقادتهم حمودالجائفى وعبد الله السلال .
وعملا على قطع الطريق أمام نمو الروح الثورية لدى هؤلاء الطلبة؛ أوفد لهم القائمبالأعمال اليمنى بالقاهرة أحد موظفى السفارة، وكان اسمه عبد الرحمن البيضانى وكانمسئولاً عن شئون الطلبة إلى دار البعثة اليمنية فى حلوان للاجتماع مع الطلبةوالتحاور معهم ، ولكن جزيلان وضع خطة لإحباط الاجتماع، وعمل من خلالها على كشفعملاء الإمام وتعريتهم أمام الطلبة، وأمكن لجزيلان بعد هذا الاجتماع ومن خلال حركتهالسياسية أن يضع يده على العناصر الوطنية النظيفة داخل البعثة اليمنية .
وأوفد الإمام شقيقه الأمير عبد الله للاجتماع بالطلبة، وكانت خطته هى إقناع الطلبةبالتحول إلى بعثات فى بلاد أوروبية أخرى لإبعادهم عن مناخ الثورة الذى كان يسيطرعلى مصر فى تلك الفترة . وجاء الأمير عبد الله إلى مصر فى أواخر سنة 1953 وكل مهمتههو توزيع الطلبة على دول أوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا ، واجتمع معالطلبة فى حلوان وبدأ يعرض خطته مستخدما أسلوب التهديد والهجوم المباشر لتخويفهمحتى يتمكن من تنفيذ هدفه، ولكنه فوجئ بعبد الله جزيلان يطلب إليه إضافة العلومالعسكرية لبرنامج البعثات الذى تخطط له الحكومة، والذى يقتصر على العلوم النظريةوالطبية ، كما أشار إلى وجود طلبة آخرين يتطلعون للالتحاق بالطيران ، ورغم وقوعمواجهات بسبب ذلك خلال الاجتماع إلا أن جزيلان استطاع أن يقنع الأمير عبد اللهبفكرته فى لقاء خاص معه، وكان من نتيجة ذلك أن التحق جزيلان بالكلية الحربية، وعبدالرحيم عبد الله بالكلية الجوية فى مصر ، وكان أول طيار يمنى يستكمل دراسته الأوليةفى الطيران فى إبريل سنة 1954 ، ثم أوفده الإمام ومعه اثنان آخران لمواصلة دراسةالطيران فى إيطاليا، وقد سافر عبد الرحيم عبد الله إلى إيطاليا فى يوليو 1954 ، لكنقبل أن يسافر كان قد تعرف على المقدم أحمد الثلايا، وتبادل معه الأفكار الوطنيةوصارح كل منهما الآخر بآماله للشعب اليمنى، وكان ينضم إليهما فى هذه اللقاءاتالمناضل اليمنى محسن العينى .
فى أواخر 1955 كانت المجموعة التى التحقت بالكلية الحربية فى مصر بما فيها عبد اللهجزيلان قد أتمت دراستها وعادوا إلى اليمن . وبدأ الجميع فى تنسيق خطواتهم وتحركاتهممع أفراد البعثة العسكرية المصرية بقيادة العقيد أحمد كمال أبو الفتوح الذى كان علىاتصال وثيق كما أوضحت مع العقيد أحمد الثلايا، وبعض معاونيه من الضباط الذين قاموابحركة1955 ، ثم من بعد ذلك مع بعض الضباط الذين قادوا حركة مماثلة فى مارس 1961 ،والتى لم يكن حظها بأحسن من حظ انتفاضة الثلايا .
نجح جزيلان بعد وصوله إلى اليمن على رأس مجموعة من الضباط الشبان فى اكتساب ثقةالإمام وولى العهد الأمير البدر، واجتاز كل الاختبارات التى وضعه فيها الإمام، ومنثم امتلك قدرا من حرية الحركة النسبية مع بعض القيادات العسكرية الذين سبقوه ، وكانمن بينهم العقيد حمود الجائفى والعقيد عبد الله السلال والعقيد عبد الله الضبى ،وكان الأول قد تخرج من الكلية الحربية بالعراق فى عام 1946 .
عاد عبد الرحيم عبد الله من إيطاليا فى أواخر عام 1957 بعد إتمام دراسته بإيطاليا،والتقى مرة أخرى مع جزيلان وجددا تعاهدهما على تحرير الشعب اليمنى من حكم الإمامة،وفى دار الضيافة بصنعاء التقى مع أعضاء البعثة العسكرية المصرية التى كانت تضم فىذلك الوقت العقيد حسن فكرى والمقدم أحمد أبو زيد والنقيب صلاح المحرزى والنقيبمحمود عبد السلام والملازم عادل السيد، ودار معهم حديث ومناقشات وحوارات مطولة تبينمنها وحدة الفكر والهدف، وأبدى أحمد أبو زيد بصفة خاصة قدرة متعمقة على فهم الظروفاليمنية ، وكان يحرص على إذكاء روح الثورة فى الضباط اليمنيين مع التزام أقصى درجاتالحذر، وكان على صلة وثيقة أيضا بكل من عبد الله جزيلان وحمود الجائفى ، وكان يردددائما أنه يعتبر نفسه يمنيا ، وقد ساعده ذلك على توسيع علاقاته، وكسب ثقة الكثيرينمن أفراد الشعب ومن الضباط القدامى والجدد مثل عبد الله السلال والضبى والعمرىوالجائفى وغيرهم ، كما كان يساعد البعض من ماله الخاص، ويستقبل اليمنيين فى منزله،ويحتفى بهم ويوزع الكتب والصور عن مصر وتاريخها العظيم ، كما ألحق بالمنزل ملعباللتنس ومكتبة ، وأصبح هذا المنزل مزارا لكل يمنى حر .. كان دائم التنقل بين صنعاءوالحديدة وتعز من أجل توثيق علاقاته بالأحرار فى المدن الثلاث الكبرى، إلى جانبالمدن الصغيرة أيضا ، كما كان يتخذ من رحلات صيد الغزال والأرانب فى الجبال ساترالتنسيق العمل الثورى مع الأطراف الوطنية . أكثر من ذلك فقد اكتسب ثقة الإمام أحمدرغم تحذير بعض مستشاريه ، وكذلك فعل مع الأمير البدر ولى العهد .
يتبع.....
كان طلبة اليمن قد تجمعوا بصفة رئيسية فى مدرسة حلوان الثانوية، وكانوا يقيمونجميعهم فى هذه الضاحية . كان ذلك فى بداية الخمسينات ـ فى أعقاب فشل ثورة 1948 -وبالطبع فقد كانت المناقشات الفكرية والسياسية تتواصل بينهم ، وكان هناك أيضاجواسيس للإمام والسفارة اليمنية يندسون بينهم، وبعض الطلبة يتصلون بعدد من قياداتالفكر والسياسة فى مصر من أمثال أحمد بهاء الدين وأحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاةللاستزادة الثقافية وصقل أفكارهم ، وكان حديث هؤلاء مع طلبة اليمن يزيدهم تفتحاوينمى داخلهم روح الثورة، وكان من أبرز هؤلاء الطلبة اثنين من لعبا دورا مهما فيمابعد فى إسقاط حكم الإمامة؛ هما عبد الله قائد جزيلان وعبد الرحيم عبد الله ،وكلاهما كان يتميز بروح ثورية وثابة ترفض الظلم وتتطلع إلى التغيير . وكان عبد اللهجزيلان قد درس فى مصر فى جميع مراحل التعليم حتى تخرج من الكلية الحربية فى مصرأيضا، وشاركهما فى نفس المشوار فيما بعد كل من على عبد المغنى، وقادتهم حمودالجائفى وعبد الله السلال .
وعملا على قطع الطريق أمام نمو الروح الثورية لدى هؤلاء الطلبة؛ أوفد لهم القائمبالأعمال اليمنى بالقاهرة أحد موظفى السفارة، وكان اسمه عبد الرحمن البيضانى وكانمسئولاً عن شئون الطلبة إلى دار البعثة اليمنية فى حلوان للاجتماع مع الطلبةوالتحاور معهم ، ولكن جزيلان وضع خطة لإحباط الاجتماع، وعمل من خلالها على كشفعملاء الإمام وتعريتهم أمام الطلبة، وأمكن لجزيلان بعد هذا الاجتماع ومن خلال حركتهالسياسية أن يضع يده على العناصر الوطنية النظيفة داخل البعثة اليمنية .
وأوفد الإمام شقيقه الأمير عبد الله للاجتماع بالطلبة، وكانت خطته هى إقناع الطلبةبالتحول إلى بعثات فى بلاد أوروبية أخرى لإبعادهم عن مناخ الثورة الذى كان يسيطرعلى مصر فى تلك الفترة . وجاء الأمير عبد الله إلى مصر فى أواخر سنة 1953 وكل مهمتههو توزيع الطلبة على دول أوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا ، واجتمع معالطلبة فى حلوان وبدأ يعرض خطته مستخدما أسلوب التهديد والهجوم المباشر لتخويفهمحتى يتمكن من تنفيذ هدفه، ولكنه فوجئ بعبد الله جزيلان يطلب إليه إضافة العلومالعسكرية لبرنامج البعثات الذى تخطط له الحكومة، والذى يقتصر على العلوم النظريةوالطبية ، كما أشار إلى وجود طلبة آخرين يتطلعون للالتحاق بالطيران ، ورغم وقوعمواجهات بسبب ذلك خلال الاجتماع إلا أن جزيلان استطاع أن يقنع الأمير عبد اللهبفكرته فى لقاء خاص معه، وكان من نتيجة ذلك أن التحق جزيلان بالكلية الحربية، وعبدالرحيم عبد الله بالكلية الجوية فى مصر ، وكان أول طيار يمنى يستكمل دراسته الأوليةفى الطيران فى إبريل سنة 1954 ، ثم أوفده الإمام ومعه اثنان آخران لمواصلة دراسةالطيران فى إيطاليا، وقد سافر عبد الرحيم عبد الله إلى إيطاليا فى يوليو 1954 ، لكنقبل أن يسافر كان قد تعرف على المقدم أحمد الثلايا، وتبادل معه الأفكار الوطنيةوصارح كل منهما الآخر بآماله للشعب اليمنى، وكان ينضم إليهما فى هذه اللقاءاتالمناضل اليمنى محسن العينى .
فى أواخر 1955 كانت المجموعة التى التحقت بالكلية الحربية فى مصر بما فيها عبد اللهجزيلان قد أتمت دراستها وعادوا إلى اليمن . وبدأ الجميع فى تنسيق خطواتهم وتحركاتهممع أفراد البعثة العسكرية المصرية بقيادة العقيد أحمد كمال أبو الفتوح الذى كان علىاتصال وثيق كما أوضحت مع العقيد أحمد الثلايا، وبعض معاونيه من الضباط الذين قاموابحركة1955 ، ثم من بعد ذلك مع بعض الضباط الذين قادوا حركة مماثلة فى مارس 1961 ،والتى لم يكن حظها بأحسن من حظ انتفاضة الثلايا .
نجح جزيلان بعد وصوله إلى اليمن على رأس مجموعة من الضباط الشبان فى اكتساب ثقةالإمام وولى العهد الأمير البدر، واجتاز كل الاختبارات التى وضعه فيها الإمام، ومنثم امتلك قدرا من حرية الحركة النسبية مع بعض القيادات العسكرية الذين سبقوه ، وكانمن بينهم العقيد حمود الجائفى والعقيد عبد الله السلال والعقيد عبد الله الضبى ،وكان الأول قد تخرج من الكلية الحربية بالعراق فى عام 1946 .
عاد عبد الرحيم عبد الله من إيطاليا فى أواخر عام 1957 بعد إتمام دراسته بإيطاليا،والتقى مرة أخرى مع جزيلان وجددا تعاهدهما على تحرير الشعب اليمنى من حكم الإمامة،وفى دار الضيافة بصنعاء التقى مع أعضاء البعثة العسكرية المصرية التى كانت تضم فىذلك الوقت العقيد حسن فكرى والمقدم أحمد أبو زيد والنقيب صلاح المحرزى والنقيبمحمود عبد السلام والملازم عادل السيد، ودار معهم حديث ومناقشات وحوارات مطولة تبينمنها وحدة الفكر والهدف، وأبدى أحمد أبو زيد بصفة خاصة قدرة متعمقة على فهم الظروفاليمنية ، وكان يحرص على إذكاء روح الثورة فى الضباط اليمنيين مع التزام أقصى درجاتالحذر، وكان على صلة وثيقة أيضا بكل من عبد الله جزيلان وحمود الجائفى ، وكان يردددائما أنه يعتبر نفسه يمنيا ، وقد ساعده ذلك على توسيع علاقاته، وكسب ثقة الكثيرينمن أفراد الشعب ومن الضباط القدامى والجدد مثل عبد الله السلال والضبى والعمرىوالجائفى وغيرهم ، كما كان يساعد البعض من ماله الخاص، ويستقبل اليمنيين فى منزله،ويحتفى بهم ويوزع الكتب والصور عن مصر وتاريخها العظيم ، كما ألحق بالمنزل ملعباللتنس ومكتبة ، وأصبح هذا المنزل مزارا لكل يمنى حر .. كان دائم التنقل بين صنعاءوالحديدة وتعز من أجل توثيق علاقاته بالأحرار فى المدن الثلاث الكبرى، إلى جانبالمدن الصغيرة أيضا ، كما كان يتخذ من رحلات صيد الغزال والأرانب فى الجبال ساترالتنسيق العمل الثورى مع الأطراف الوطنية . أكثر من ذلك فقد اكتسب ثقة الإمام أحمدرغم تحذير بعض مستشاريه ، وكذلك فعل مع الأمير البدر ولى العهد .
يتبع.....
مواضيع مماثلة
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 9
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 10
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 13
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 10
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 13
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 14, 2011 9:10 pm من طرف al3nteel
» بروتوكولات حكماء صهيون- حمل في ثوان
الثلاثاء أبريل 19, 2011 1:24 pm من طرف رضا الهوارى
» المتلاعبون بالعقول
السبت فبراير 19, 2011 11:33 pm من طرف taherab
» فتاه تموت من الخوف
الأربعاء مايو 20, 2009 2:36 pm من طرف gogo
» رجل المستحيل (مقال)
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:22 am من طرف Haleem
» الذكاء العاطفي
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:17 am من طرف Haleem
» ضرورة العلم
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:06 am من طرف Haleem
» فخ العولمة
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:58 am من طرف Haleem
» المدينة الفاضلة عبر التاريخ
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:54 am من طرف Haleem
» العبقرية
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:50 am من طرف Haleem