شريط اخبار مكتوب
بحـث
المواضيع الأخيرة
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 5
صفحة 1 من اصل 1
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 5
عبد الناصر وثورة اليمن.....5
لكن العقيد الثلايا أقدم على التحرك فى الأسبوع الأول من إبريل1955 ، وقبل إتمامالتنسيق مع القاهرة مما شكل فى توقيته مفاجأة للقاهرة لم تكن تتوقعها ، وكانتالقاهرة فى تلك الفترة تشهد اجتماعات مستمرة مع رؤساء الحكومات العربية لاتخاذ موقفمناسب لمواجهة خطط إنشاء حلف بغداد ، وكانت السعودية من جانبها تتخذ موقف المساندةوالتحالف مع مصر فى هذه المعركة.
وفى يوم قيام الثورة كان الأمير فيصل آل سعود متواجدا فى القاهرة، وقد بادربالاتصال بالرئيس جمال عبد الناصر، وطلب إليه تعاون مصر والسعودية فى اتخاذ موقفمشترك على ضوء حقائق الموقف التى لم تكن قد اتضحت بعد، ومن ثم طلب تبادل المعلوماتمعنا حتى يمكن تحديد معالم الصورة وما يجرى من أحداث فى اليمن ، وبناء عليه طلبالرئيس عبد الناصر التريث فى اتخاذ أية إجراءات ، وكان العقيد الثلايا قد طلب إيفادفتحى الديب ليكون بجانبه فى مثل هذه الظروف ولتلبية الطلبات التى سبق أن أشرت إليها، وفى ضوء ما بدأ يرد من معلومات عن صراعات القوى داخل اليمن، ووقوف بعض القبائلإلى جانب الإمام، وتمكن الأمير البدر من الهروب إلى منطقة حجة ونجاحهم فى استنفاربعض القبائل الموالية للإمام الذى نجح بدوره فى تأليب القبائل الزيدية المناصرةللأسرة الحاكمة، يضاف إلى ذلك نجاح الإمام فى شراء بعض الضباط والجنود المشاركين فىالثورة أثناء قيامهم بمحاصرة قصره برشوتهم بالجنيهات الذهبية . . . فى ضوء ذلك كلهبدا أن فرص الثورة فى النجاح تكاد تكون معدومة .
والتقى الأمير فيصل بالرئيس عبد الناصر مرة أخرى وتم الاتفاق على قيام بعثة مصريةبالسفر إلى الرياض للتنسيق مع السلطات السعودية حول أسلوب التعامل مع الأحداث فىاليمن، ومحاولة تفادى حمام الدم المنتظر هناك، وقد تقرر أن يتولى السيد حسينالشافعى ومعه فتحى الديب هذه المهمة، بينما اختار الملك سعود الأمير فهد كمسئولللتنسيق مع البعثة المصرية من الجانب السعودى .
التقت البعثة خلال وجودها فى الرياض بوفد يضم أحمد النعمان وأحمد الشامى؛ وكانالأول من اللاجئين اليمنيين بالقاهرة، وسارع بالسفر لليمن لتأييد الثورة لكنه عندماوصل إلى الرياض أعطى صورة قاتمة عن فرص نجاح الثورة بعد أن تمكن الإمام أحمد مناستقطاب غالبية الضباط والجنود المتعاونين مع العقيد الثلايا، واعتقاله لشقيقهالأمير عبد الله والعقيد الثلايا والأمير عباس وإعدامهم، وأضاف نعمان أنه أعلنتأييده مع القاضى الإيريانى للأمير البدر تفاديا لبطش الإمام بعد أن ثبت انتكاسالثورة وأملا فى إنقاذ أرواح بعض من تعاونوا مع الثلايا .
وأشار محمد نعمان أيضا إلى ممارسة المملكة العربية السعودية لدور فعال فى دعم مؤيدىالإمام وتقديم المعونات إلى الأمير البدر لتمكينه من السيطرة على الوضع بالمناطقالشمالية المجاورة للحدود مع السعودية .
وفى ضوء هذه المعلومات طلب الرئيس جمال عبد الناصر من البعثة التوجه إلى تعز لهدفواحد فقط هو الحد من قيام الإمام بمزيد من الإجراءات الانتقامية ضد العناصر الوطنية، وبالفعل توجهت البعثة المصرية بمصاحبة البعثة السعودية برئاسة الأمير فهدبالطائرة المصرية إلى تعز واجتمعوا بالإمام أحمد، كما التقى الأخير بكل وفد على حدة، وكان تركيز الطرفين المصرى والسعودى على ضرورة تعيين الأمير البدر وليا للعهدتفاديا للصراعات داخل الأسرة ، ولكن الهدف الحقيقى كان محاولة استقطاب الأمير البدركما بذل الوفدان جهدا خارقا لإقناع الإمام لوقف عمليات البطش وإزهاق الأرواح ،وضرورة انتهاج سياسة العفو والتسامح لتجنب إثارة الأحقاد فى النفوس ، ووعد الإمامبالاستجابة للمطلبين، وكان الاتصال مستمرا بالأمير البدر من خلال السيد أحمد نعمان. وقد عرضت القاهرة بالتنسيق مع الجانب السعودى الاستعداد لإمداد الإمام بكل ما قديساعده على تطوير أوضاع حكمه بالصورة التى ترضى الشعب، وتمكنه من كسب ثقته .
ويمكن القول أن انتفاضة العقيد الثلايا رغم ما انتهت إليه من مصير مأساوى كانتعاملا مهما فى تعميق روح النضال لدى أحرار اليمن فى الداخل والخارج، وتأصيلالإيمان بضرورة التغيير وبسط الحياة الكريمة للشعب اليمنى .
وتواصل التنسيق بعد ذلك مع أحرار اليمن المقيمين فى القاهرة مثل النعمان والزبيرىوالإيريانى وغيرهم ممن عملوا على إيقاظ روح المقاومة فى الشعب اليمنى، وكشف مساوئالنظام الحاكم هناك، ولكن مواصلة الإمام لإجراءاته الانتقامية، وملاحقته للعناصرالوطنية دفع الكثير من هذه العناصر إلى مغادرة أراضى اليمن؛ فمنهم من اتجه إلىالقاهرة، ومنهم من اتجه إلى عدن ليكون قريبا من مسرح الأحداث .
وكان يحلو لإمام اليمن أن يساير التيارات القومية واتجاهات التغيير على الأقل فىالمظهر ، فقام بإيفاد نجله الأمير البدر فى زيارة للاتحاد السوفيتى وقع خلالها علىصفقة سلاح ومعدات عسكرية سوفيتية لليمن ، كما تم الاتفاق على إيفاد بعثة عسكريةسوفيتية إلى اليمن لتدريب الجيش اليمنى على السلاح السوفيتى.
وخلال مروره على القاهرة أثناء عودته من موسكو ، طلب من الرئيس عبد الناصر إيفادبعثة عسكرية موسعة نسبيا تأكيدا لنواياه لتطوير أوضاع اليمن، وكانت البعثة المصريةمصدر إزعاج للإمام أحمد أكثر من البعثة السوفيتية، وقد تبين فيما بعد أن الأميرالبدر قد طلب إيفاد البعثة المصرية دون موافقة والده، ومن ثم كانت عرضة لعديد منالمضايقات فاقت ما واجهته سابقتها أملا فى إجبارها على الانسحاب .
كانت البعثة العسكرية المصرية مشكلة من كلا من العقيد حسن فكرى والعقيد أحمد أبوزيد والرائد محمود عبد السلام والرائد صلاح المحرزى والنقيب عادل السيد علاوة علىعدد من ضباط الصف .
وقد حاول الإمام عزل البعثة المصرية لكنه اضطر إلى نقلها إلى صنعاء لمباشرة مهمتهابعد تدخل القاهرة ، وقد عمد الأمير البدر إلى تجميع بعض شباب الضباط الذين تدربوافى مصر أو فى سوريا خلال فترة الوحدة للعودة إلى اليمن للمعاونة فى التدريب علىالأسلحة السوفيتية، وتكوين نواة للجيش اليمنى الحديث.
كان الإمام أحمد على مدى عقود طويلة من الزمان قد حول اليمن إلى سجن كبير، وكان همهالأكبر هو الإمساك بمفاتيح السجن فى جيبه، ومن ثم فقد حرم الشعب اليمنى من أيةإطلالة على العالم الخارجى أو التفتح على علوم العصر ، ولكنه كان فى الوقت نفسه فىحاجة إلى جهاز إدارى، ولما كان لا يوجد فى اليمن أية هياكل تعليمية أو تدريبيةلإمداد هذا الجهاز بالكوادر الضرورية؛ من ثم فقد عمد إلى إيفاد بعض عناصر الشباب منفترة لأخرى إلى مصر ولبنان وإيطاليا لتلقى الحد الأدنى من التعليم المتوسط ثمالعودة لممارسة وظائفهم تحت عيون جواسيس الإمام ، وكان غالبية هؤلاء الشباب منأبناء زعماء القبائل مما حولهم إلى رهائن فى قبضة الإمام .
ورغم كل الاحتياطات التى اتخذها الإمام لضمان استمرار حكمه فقد أكدت التجربةاليمنية على مدى قرن من الزمان صدق مقولة الشاعر التونسى النابغة أبو القاسم الشابىعندما قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
ذلك أن الشعب اليمنى لم يظهر فى أية مرحلة من المراحل خضوعا أو استكانة لنظامالعبودية الذى أقامه حكم الأئمة ، وكانت ثوراته وانتفاضاته لا تنقطع، وكلما انتكستإحداها جرى التحضير للانتفاضة التالية دون كلل أو ملل.
وبعد انتكاسة حركة الثلايا ظلت جذوة الوطنية وشعلة التحرر تفعل فعلها فى أوساطالطلبة اليمنيين الذين يتلقون العلم فى مصر، وعملوا على توثيق علاقاتهم بقادةالتحرر من إفرازات الثورات السابقة الذين اتخذوا من القاهرة ملجأ آمنا لهم . . فىنفس الوقت هيأ لهؤلاء الطلبة فرصة لنضوج أفكارهم واكتسابهم قدرا كبيرا من الصلابةبفعل اشتعال الحركة الوطنية المصرية، والتعددية السياسية والفكرية التى كانت السمةالغالبة لها خاصة فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ثم جاءت انطلاقة ثورةيوليو52 ودعوتها العربية لترسم أمام هؤلاء الطلبة إطار أكثر تحديدا، ورؤية أكثرعمقا لفهمهم النضالى وخططهم فى إعادة البناء .
يتابع........
لكن العقيد الثلايا أقدم على التحرك فى الأسبوع الأول من إبريل1955 ، وقبل إتمامالتنسيق مع القاهرة مما شكل فى توقيته مفاجأة للقاهرة لم تكن تتوقعها ، وكانتالقاهرة فى تلك الفترة تشهد اجتماعات مستمرة مع رؤساء الحكومات العربية لاتخاذ موقفمناسب لمواجهة خطط إنشاء حلف بغداد ، وكانت السعودية من جانبها تتخذ موقف المساندةوالتحالف مع مصر فى هذه المعركة.
وفى يوم قيام الثورة كان الأمير فيصل آل سعود متواجدا فى القاهرة، وقد بادربالاتصال بالرئيس جمال عبد الناصر، وطلب إليه تعاون مصر والسعودية فى اتخاذ موقفمشترك على ضوء حقائق الموقف التى لم تكن قد اتضحت بعد، ومن ثم طلب تبادل المعلوماتمعنا حتى يمكن تحديد معالم الصورة وما يجرى من أحداث فى اليمن ، وبناء عليه طلبالرئيس عبد الناصر التريث فى اتخاذ أية إجراءات ، وكان العقيد الثلايا قد طلب إيفادفتحى الديب ليكون بجانبه فى مثل هذه الظروف ولتلبية الطلبات التى سبق أن أشرت إليها، وفى ضوء ما بدأ يرد من معلومات عن صراعات القوى داخل اليمن، ووقوف بعض القبائلإلى جانب الإمام، وتمكن الأمير البدر من الهروب إلى منطقة حجة ونجاحهم فى استنفاربعض القبائل الموالية للإمام الذى نجح بدوره فى تأليب القبائل الزيدية المناصرةللأسرة الحاكمة، يضاف إلى ذلك نجاح الإمام فى شراء بعض الضباط والجنود المشاركين فىالثورة أثناء قيامهم بمحاصرة قصره برشوتهم بالجنيهات الذهبية . . . فى ضوء ذلك كلهبدا أن فرص الثورة فى النجاح تكاد تكون معدومة .
والتقى الأمير فيصل بالرئيس عبد الناصر مرة أخرى وتم الاتفاق على قيام بعثة مصريةبالسفر إلى الرياض للتنسيق مع السلطات السعودية حول أسلوب التعامل مع الأحداث فىاليمن، ومحاولة تفادى حمام الدم المنتظر هناك، وقد تقرر أن يتولى السيد حسينالشافعى ومعه فتحى الديب هذه المهمة، بينما اختار الملك سعود الأمير فهد كمسئولللتنسيق مع البعثة المصرية من الجانب السعودى .
التقت البعثة خلال وجودها فى الرياض بوفد يضم أحمد النعمان وأحمد الشامى؛ وكانالأول من اللاجئين اليمنيين بالقاهرة، وسارع بالسفر لليمن لتأييد الثورة لكنه عندماوصل إلى الرياض أعطى صورة قاتمة عن فرص نجاح الثورة بعد أن تمكن الإمام أحمد مناستقطاب غالبية الضباط والجنود المتعاونين مع العقيد الثلايا، واعتقاله لشقيقهالأمير عبد الله والعقيد الثلايا والأمير عباس وإعدامهم، وأضاف نعمان أنه أعلنتأييده مع القاضى الإيريانى للأمير البدر تفاديا لبطش الإمام بعد أن ثبت انتكاسالثورة وأملا فى إنقاذ أرواح بعض من تعاونوا مع الثلايا .
وأشار محمد نعمان أيضا إلى ممارسة المملكة العربية السعودية لدور فعال فى دعم مؤيدىالإمام وتقديم المعونات إلى الأمير البدر لتمكينه من السيطرة على الوضع بالمناطقالشمالية المجاورة للحدود مع السعودية .
وفى ضوء هذه المعلومات طلب الرئيس جمال عبد الناصر من البعثة التوجه إلى تعز لهدفواحد فقط هو الحد من قيام الإمام بمزيد من الإجراءات الانتقامية ضد العناصر الوطنية، وبالفعل توجهت البعثة المصرية بمصاحبة البعثة السعودية برئاسة الأمير فهدبالطائرة المصرية إلى تعز واجتمعوا بالإمام أحمد، كما التقى الأخير بكل وفد على حدة، وكان تركيز الطرفين المصرى والسعودى على ضرورة تعيين الأمير البدر وليا للعهدتفاديا للصراعات داخل الأسرة ، ولكن الهدف الحقيقى كان محاولة استقطاب الأمير البدركما بذل الوفدان جهدا خارقا لإقناع الإمام لوقف عمليات البطش وإزهاق الأرواح ،وضرورة انتهاج سياسة العفو والتسامح لتجنب إثارة الأحقاد فى النفوس ، ووعد الإمامبالاستجابة للمطلبين، وكان الاتصال مستمرا بالأمير البدر من خلال السيد أحمد نعمان. وقد عرضت القاهرة بالتنسيق مع الجانب السعودى الاستعداد لإمداد الإمام بكل ما قديساعده على تطوير أوضاع حكمه بالصورة التى ترضى الشعب، وتمكنه من كسب ثقته .
ويمكن القول أن انتفاضة العقيد الثلايا رغم ما انتهت إليه من مصير مأساوى كانتعاملا مهما فى تعميق روح النضال لدى أحرار اليمن فى الداخل والخارج، وتأصيلالإيمان بضرورة التغيير وبسط الحياة الكريمة للشعب اليمنى .
وتواصل التنسيق بعد ذلك مع أحرار اليمن المقيمين فى القاهرة مثل النعمان والزبيرىوالإيريانى وغيرهم ممن عملوا على إيقاظ روح المقاومة فى الشعب اليمنى، وكشف مساوئالنظام الحاكم هناك، ولكن مواصلة الإمام لإجراءاته الانتقامية، وملاحقته للعناصرالوطنية دفع الكثير من هذه العناصر إلى مغادرة أراضى اليمن؛ فمنهم من اتجه إلىالقاهرة، ومنهم من اتجه إلى عدن ليكون قريبا من مسرح الأحداث .
وكان يحلو لإمام اليمن أن يساير التيارات القومية واتجاهات التغيير على الأقل فىالمظهر ، فقام بإيفاد نجله الأمير البدر فى زيارة للاتحاد السوفيتى وقع خلالها علىصفقة سلاح ومعدات عسكرية سوفيتية لليمن ، كما تم الاتفاق على إيفاد بعثة عسكريةسوفيتية إلى اليمن لتدريب الجيش اليمنى على السلاح السوفيتى.
وخلال مروره على القاهرة أثناء عودته من موسكو ، طلب من الرئيس عبد الناصر إيفادبعثة عسكرية موسعة نسبيا تأكيدا لنواياه لتطوير أوضاع اليمن، وكانت البعثة المصريةمصدر إزعاج للإمام أحمد أكثر من البعثة السوفيتية، وقد تبين فيما بعد أن الأميرالبدر قد طلب إيفاد البعثة المصرية دون موافقة والده، ومن ثم كانت عرضة لعديد منالمضايقات فاقت ما واجهته سابقتها أملا فى إجبارها على الانسحاب .
كانت البعثة العسكرية المصرية مشكلة من كلا من العقيد حسن فكرى والعقيد أحمد أبوزيد والرائد محمود عبد السلام والرائد صلاح المحرزى والنقيب عادل السيد علاوة علىعدد من ضباط الصف .
وقد حاول الإمام عزل البعثة المصرية لكنه اضطر إلى نقلها إلى صنعاء لمباشرة مهمتهابعد تدخل القاهرة ، وقد عمد الأمير البدر إلى تجميع بعض شباب الضباط الذين تدربوافى مصر أو فى سوريا خلال فترة الوحدة للعودة إلى اليمن للمعاونة فى التدريب علىالأسلحة السوفيتية، وتكوين نواة للجيش اليمنى الحديث.
كان الإمام أحمد على مدى عقود طويلة من الزمان قد حول اليمن إلى سجن كبير، وكان همهالأكبر هو الإمساك بمفاتيح السجن فى جيبه، ومن ثم فقد حرم الشعب اليمنى من أيةإطلالة على العالم الخارجى أو التفتح على علوم العصر ، ولكنه كان فى الوقت نفسه فىحاجة إلى جهاز إدارى، ولما كان لا يوجد فى اليمن أية هياكل تعليمية أو تدريبيةلإمداد هذا الجهاز بالكوادر الضرورية؛ من ثم فقد عمد إلى إيفاد بعض عناصر الشباب منفترة لأخرى إلى مصر ولبنان وإيطاليا لتلقى الحد الأدنى من التعليم المتوسط ثمالعودة لممارسة وظائفهم تحت عيون جواسيس الإمام ، وكان غالبية هؤلاء الشباب منأبناء زعماء القبائل مما حولهم إلى رهائن فى قبضة الإمام .
ورغم كل الاحتياطات التى اتخذها الإمام لضمان استمرار حكمه فقد أكدت التجربةاليمنية على مدى قرن من الزمان صدق مقولة الشاعر التونسى النابغة أبو القاسم الشابىعندما قال :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
ذلك أن الشعب اليمنى لم يظهر فى أية مرحلة من المراحل خضوعا أو استكانة لنظامالعبودية الذى أقامه حكم الأئمة ، وكانت ثوراته وانتفاضاته لا تنقطع، وكلما انتكستإحداها جرى التحضير للانتفاضة التالية دون كلل أو ملل.
وبعد انتكاسة حركة الثلايا ظلت جذوة الوطنية وشعلة التحرر تفعل فعلها فى أوساطالطلبة اليمنيين الذين يتلقون العلم فى مصر، وعملوا على توثيق علاقاتهم بقادةالتحرر من إفرازات الثورات السابقة الذين اتخذوا من القاهرة ملجأ آمنا لهم . . فىنفس الوقت هيأ لهؤلاء الطلبة فرصة لنضوج أفكارهم واكتسابهم قدرا كبيرا من الصلابةبفعل اشتعال الحركة الوطنية المصرية، والتعددية السياسية والفكرية التى كانت السمةالغالبة لها خاصة فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ثم جاءت انطلاقة ثورةيوليو52 ودعوتها العربية لترسم أمام هؤلاء الطلبة إطار أكثر تحديدا، ورؤية أكثرعمقا لفهمهم النضالى وخططهم فى إعادة البناء .
يتابع........
مواضيع مماثلة
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 8
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 9
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 10
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 9
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 10
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 14, 2011 9:10 pm من طرف al3nteel
» بروتوكولات حكماء صهيون- حمل في ثوان
الثلاثاء أبريل 19, 2011 1:24 pm من طرف رضا الهوارى
» المتلاعبون بالعقول
السبت فبراير 19, 2011 11:33 pm من طرف taherab
» فتاه تموت من الخوف
الأربعاء مايو 20, 2009 2:36 pm من طرف gogo
» رجل المستحيل (مقال)
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:22 am من طرف Haleem
» الذكاء العاطفي
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:17 am من طرف Haleem
» ضرورة العلم
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:06 am من طرف Haleem
» فخ العولمة
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:58 am من طرف Haleem
» المدينة الفاضلة عبر التاريخ
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:54 am من طرف Haleem
» العبقرية
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:50 am من طرف Haleem