شريط اخبار مكتوب
بحـث
المواضيع الأخيرة
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 4
صفحة 1 من اصل 1
عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 4
عبد الناصر وثورة اليمن...4
[size=16]وبصفة عامة لا يمكن أن يوصف الجيش اليمنى بأكثر من أنه مجموعة من الأفراد ، ولاؤهمالأول لقبائلهم ، ثم يأتى الولاء للإمام فى المرحلة الثانية ، وإن كان يضم بعضالضباط القلائل ممن تلقوا علومهم العسكرية بالعراق ، وبمضى الزمن وبحكم احتكاكهمونظام معيشتهم اليومية فقدوا كل معرفة بما حصلوه فى الماضى ، وإن احتفظوا ببعضالذكريات عما يعرف بالنظام العسكرى فيما عدا قلة تعد على أصابع اليد الواحدة .
11-رسم الإمام خطته ليفرض على الشعب اليمنى المعيشة فى غيبوبة مستمرة بتشجيعه إدمانالقات وتوفيره للشعب من خلال اقتلاع ثروة اليمن الحقيقية ، ممثلة فى أشجار البنليزرع مكانها القات ، وبذلك ضمن استعادة كل ما يدفعه من مرتبات أو مكافآت لعيونهثمنا للقات الذى يزرعه فى أملاكه الشخصية فى الجبل الأخضر ، بالإضافة إلى تأمينسلامة حكمه بإغراق أفراد الشعب فى التحلل الجسدى والعقلى المصاحب لتناولهم القات ،وانشغال الجميع اعتبارا من ظهر كل يوم فى جلسات القات الصامتة حيث يسبح كل فرد فىسماء الخيال بعيدا عن أى إحساس بالواقع من حوله . وكان من الطبيعى أن يترتب على ذلكانتشار الأمراض وتحلل القيم والتقليد الدينية؛ ومن خلال هذا الوضع الفريد والغريبكان طبيعيا أن تعيش اليمن فى حالة التخلف التى يعانى منها الشعب .
12-ومن هذا الاستعراض يتضح الأسباب الكامنة وراء معاهدة عدم الاعتداء التى أبرمهاالإمام مع بريطانيا، والتى لا تطمع فى أكثر من بقاء الشعب اليمنى على وضعه هذاتجنبا لأى تدخل فى سيطرتها على عدن ـ القاعدة البحرية ـ التى مكنتها وتمكنها منالسيطرة على مدخل البحر الأحمر؛ بالإضافة إلى سيطرتها على تجارة اليمن من جانب آخرعن طريق ميناء عدن باعتباره المنفذ الوحيد للتعامل مع الخارج نظرا لتعامل اليمنبنقدها الخاص (ريال ماريا تيريزا) وغير قابل التعامل به سوى فى عدن فقط . وهكذاسيطر الإمام على اليمن وبريطانيا على الإمام بطريقتها الخاصة .
13-التوصيات المقترحة :
(1) الإعداد الدقيق لكافة العوامل المؤثرة على الوضع فى اليمن .
(2) التخطيط المتكامل للعملية فى تعاون وثيق مع العقيد الثلايا باعتباره الشخصيةالوحيدة ذات السمعة الطيبة والمحبوبة والقادرة على اكتساب ثقة الشعب .
(3) التخطيط لتأمين الوضع بعد حدوث التغيير وتفادى المشاكل التى ستترتب على عمليةالتغيير وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية .
(4) طمأنة الإمام من جانب ثورة 23يوليو بزيارة أحد المسئولين المصريين لليمنوالاستجابة لكافة مطالبه مع اختيار العناصر الواعية التى تعار لليمن وإعدادها لتكونسندا فى حال حدوث التغيير .
(5) ربط الشباب اليمنى من الدارسين فى إطار التجمع الوطنى اليمنى وإعداد الصالحمنهم عسكريا بما يحقق الاستفادة منهم لصالح الأوضاع المستقبلية .
وقد وافق الرئيس جمال عبد الناصر على التوصيات، وأمر بالبدء فى تنفيذ المقترحات فىإطار من السرية، مع مواصلة الاتصال بالأحرار اليمنيين فى القاهرة لمتابعة دراسةوأسلوب ووسائل الإعداد، وتم بالفعل البدء فى الإعداد بعد أن تم تقييم دقيق وانتقاءالعناصر اليمنية الطلابية التى وقع الاختيار عليها ليتم تدريبهم وإعدادهم نضاليالممارسة دورهم سواء فى تنظيم عملية الاتصال بالداخل أو التدريب العسكرى والفنى .
فى أعقاب مأمورية فتحى الديب بدأ تحرك مصرى شامل لكل الوطن العربى ، وكانت أهمعناصر هذا التحرك تشكيل وفد مصرى برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة الصاغ صلاح سالملإتمام جولة فى عدد من الدول العربية كان من بينها اليمن، وكان هذا الوفد يضم فىعضويته كل من محمود رياض وفتحى الديب وعبد القادر حاتم وسامى شرف وأحمد صالح داود ،ووصل الوفد إلى مدينة تعز فى الأسبوع الأول من يوليو1954 حيث استقبله هناك شقيقالإمام أحمد الأمير عبد الله . وكانت ثورة يوليو فى تلك الفترة قد بدأت تؤتى بعضثمارها تدريجيا؛ والتى كان من أهمها مقاومة سياسة الأحلاف وإبرام اتفاقية السودان،وبلوغ مفاوضات الجلاء البريطانى عن مصر نهايتها تقريبا .
عقد الصاغ صلاح سالم ثلاثة اجتماعات مع الإمام أحمد شرح له فيها الأسباب التى أدتإلى قيام ثورة يوليو وأهدافها على الصعيدين الداخلى والعربى، وأكد على عدم وجود أيةأطماع لمصر فى أى بلد عربى ، بل على العكس فإنها مستعدة للمساهمة بكل إمكانياتهالتقديم المساعدات الممكنة لأى قطر عربى، ودعم قدراته الدفاعية عن أرضه . كما شرحالإمام من جانبه وجود تهديد بريطانى لبلاده من الجنوب، وطرح فى نهاية الاجتماعاتمطلبه بإرسال بعثة عسكرية مصرية وأخرى من الشرطة المصرية على أن تضم كل بعثة ضابطينقادرين على وضع خطة لتطوير الجيش وجهاز الأمن فى اليمن .
وبرغم ما بدا من عدم جدية الإمام فى تزويد البعثتين بالصلاحيات اللازمة إلا أنناوجدنا فيهما الفرصة للتواجد المباشر فى الساحة اليمنية كما سبق أن أشرت، ومن ثم فقداستجاب الرئيس جمال عبد الناصر على الفور على تشكيل البعثتين، وطلب التفاهم مع كلمن اللواء عبد الحكيم عامر والبكباشى زكريا محى الدين لترشيح العناصر الصالحة لهذهالمهمة . وبالفعل فقد تم اختيار الصاغ أحمد كمال أبو الفتوح واليوزباشى محمود عبدالسلام من القوات المسلحة، والصاغ عبد الله حامد واليوزباشى مصطفى الهمشرى منالبوليس . وجرى تلقين هذه المجموعة بالمهمة المكلفين بها فى اليمن، وكان فى مقدمةعناصرها كسب ثقة الإمام أحمد، وجمع أكبر قدر من المعلومات عن طبيعة الأوضاع هناك..
كما تم مصارحة الصاغ أحمد كمال أبو الفتوح بتفاصيل ما تم الاتفاق عليه مع العقيدأحمد الثلايا مع التنبيه عليه بضرورة التشدد فى مراعاة قواعد الأمن والسرية الصارمةفى الاتصال به تأمينا له من جواسيس الإمام ، كما تم تزويده بشفرة خاصة للتراسل معالمخابرات العامة والرئاسة .
وبالطبع فقد خضعت البعثتان لاختبارات قاسية من جانب الإمام ومعاونيه، وبدا أنهيتعمد إثارة أفرادهما فى كثير من الأحيان ، وإيجاد الأسباب لإعادتهما إلى القاهرة ،ولكن أثبت جميع الأعضاء قدرات فائقة على التحمل وتفويت الفرص على الإمام ، وكانتالبعثتان بمثابة همزة وصل بين ثوار اليمن فى الداخل وأحراره فى الخارج، فى نفسالوقت الذى كان يواصل فيه العقيد احمد الثلايا التحضير التدريجى لتحركه فى الداخل،ونجح إلى حد كبير فى استقطاب بعض زعماء القبائل ، كما نجح فى استقطاب شقيق الإمامالأمير عبد الله حتى كسبه إلى جانبه وسعى لتأليبه على الإمام .
وعلى المستوى الرسمى كانت هناك اتصالات طبيعية ومنتظمة مع النظام اليمنى ، فقد زارالأمير البدر ، ولىّ العهد القاهرة فى 21يوليو1954 ، وحاول الإمام الاستفادة من هذهالزيارة فى إظهار دعم ثورة مصر لنظامه فى نفس الوقت الذى تم فيه ترتيب لقاء بينالبدر وأحرار اليمن المقيمين فى القاهرة فى محاولة للانفراد به وتدعيم العلاقات معهباعتباره الأكثر قدرة على تأمين مستقبل اليمن، وقد نجحت المحاولة بالفعل إلى حدكبير حتى أن الأمير البدر اختار أحد شباب اليمن المقيمين فى مصر وهو الشاب محسنالعينى كسكرتير خاص له، ومستشاره المقرب لمعاونته فى تنفيذ ما يكلفه به الإمام أحمد . وقد طلب الأمير البدر خلال زيارته أيضا موافاته ببعثة تعليمية مصرية .
وكان العقيد أحمد الثلايا يواصل تحضيراته للثورة يعاونه فى ذلك عن بعد القاضى أحمدالزبيرى الذى تخصص له برنامج خاص فى إذاعة صوت العرب يوجه من خلاله أحاديثه للشعباليمنى، والذى يشرح من خلالها أوضاع حكم الإمامة ، وكانت هذه الأحاديث مصدر إزعاجكبير للإمام مما دفعه لمحاولة التقارب مع القاهرة .
وكانت طلبات الثلايا من القاهرة تتلخص فى الاعتراف الفورى بالوضع الجديد فى اليمن،وحث باقى الأنظمة على الاعتراف، وتزويد الثورة اليمنية بأربع طائرات حربية مصريةبطياريها لردع أى قبيلة تحاول القيام بتحرك مضاد، إلى جانب وصول بعثة عسكرية وفنيةلمساندة قيادة الثورة فى إحكام سيطرتهم على الوضع . وفور استقرار الوضع الجديد تقوممصر بإمداد اليمن بعدد من المتخصصين فى كافة مجالات الإدارة والحكم لوضع الأسسالجديدة للنظام الثورى الجديد .
يتبع........
[/size]
[size=16]وبصفة عامة لا يمكن أن يوصف الجيش اليمنى بأكثر من أنه مجموعة من الأفراد ، ولاؤهمالأول لقبائلهم ، ثم يأتى الولاء للإمام فى المرحلة الثانية ، وإن كان يضم بعضالضباط القلائل ممن تلقوا علومهم العسكرية بالعراق ، وبمضى الزمن وبحكم احتكاكهمونظام معيشتهم اليومية فقدوا كل معرفة بما حصلوه فى الماضى ، وإن احتفظوا ببعضالذكريات عما يعرف بالنظام العسكرى فيما عدا قلة تعد على أصابع اليد الواحدة .
11-رسم الإمام خطته ليفرض على الشعب اليمنى المعيشة فى غيبوبة مستمرة بتشجيعه إدمانالقات وتوفيره للشعب من خلال اقتلاع ثروة اليمن الحقيقية ، ممثلة فى أشجار البنليزرع مكانها القات ، وبذلك ضمن استعادة كل ما يدفعه من مرتبات أو مكافآت لعيونهثمنا للقات الذى يزرعه فى أملاكه الشخصية فى الجبل الأخضر ، بالإضافة إلى تأمينسلامة حكمه بإغراق أفراد الشعب فى التحلل الجسدى والعقلى المصاحب لتناولهم القات ،وانشغال الجميع اعتبارا من ظهر كل يوم فى جلسات القات الصامتة حيث يسبح كل فرد فىسماء الخيال بعيدا عن أى إحساس بالواقع من حوله . وكان من الطبيعى أن يترتب على ذلكانتشار الأمراض وتحلل القيم والتقليد الدينية؛ ومن خلال هذا الوضع الفريد والغريبكان طبيعيا أن تعيش اليمن فى حالة التخلف التى يعانى منها الشعب .
12-ومن هذا الاستعراض يتضح الأسباب الكامنة وراء معاهدة عدم الاعتداء التى أبرمهاالإمام مع بريطانيا، والتى لا تطمع فى أكثر من بقاء الشعب اليمنى على وضعه هذاتجنبا لأى تدخل فى سيطرتها على عدن ـ القاعدة البحرية ـ التى مكنتها وتمكنها منالسيطرة على مدخل البحر الأحمر؛ بالإضافة إلى سيطرتها على تجارة اليمن من جانب آخرعن طريق ميناء عدن باعتباره المنفذ الوحيد للتعامل مع الخارج نظرا لتعامل اليمنبنقدها الخاص (ريال ماريا تيريزا) وغير قابل التعامل به سوى فى عدن فقط . وهكذاسيطر الإمام على اليمن وبريطانيا على الإمام بطريقتها الخاصة .
13-التوصيات المقترحة :
(1) الإعداد الدقيق لكافة العوامل المؤثرة على الوضع فى اليمن .
(2) التخطيط المتكامل للعملية فى تعاون وثيق مع العقيد الثلايا باعتباره الشخصيةالوحيدة ذات السمعة الطيبة والمحبوبة والقادرة على اكتساب ثقة الشعب .
(3) التخطيط لتأمين الوضع بعد حدوث التغيير وتفادى المشاكل التى ستترتب على عمليةالتغيير وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية .
(4) طمأنة الإمام من جانب ثورة 23يوليو بزيارة أحد المسئولين المصريين لليمنوالاستجابة لكافة مطالبه مع اختيار العناصر الواعية التى تعار لليمن وإعدادها لتكونسندا فى حال حدوث التغيير .
(5) ربط الشباب اليمنى من الدارسين فى إطار التجمع الوطنى اليمنى وإعداد الصالحمنهم عسكريا بما يحقق الاستفادة منهم لصالح الأوضاع المستقبلية .
وقد وافق الرئيس جمال عبد الناصر على التوصيات، وأمر بالبدء فى تنفيذ المقترحات فىإطار من السرية، مع مواصلة الاتصال بالأحرار اليمنيين فى القاهرة لمتابعة دراسةوأسلوب ووسائل الإعداد، وتم بالفعل البدء فى الإعداد بعد أن تم تقييم دقيق وانتقاءالعناصر اليمنية الطلابية التى وقع الاختيار عليها ليتم تدريبهم وإعدادهم نضاليالممارسة دورهم سواء فى تنظيم عملية الاتصال بالداخل أو التدريب العسكرى والفنى .
فى أعقاب مأمورية فتحى الديب بدأ تحرك مصرى شامل لكل الوطن العربى ، وكانت أهمعناصر هذا التحرك تشكيل وفد مصرى برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة الصاغ صلاح سالملإتمام جولة فى عدد من الدول العربية كان من بينها اليمن، وكان هذا الوفد يضم فىعضويته كل من محمود رياض وفتحى الديب وعبد القادر حاتم وسامى شرف وأحمد صالح داود ،ووصل الوفد إلى مدينة تعز فى الأسبوع الأول من يوليو1954 حيث استقبله هناك شقيقالإمام أحمد الأمير عبد الله . وكانت ثورة يوليو فى تلك الفترة قد بدأت تؤتى بعضثمارها تدريجيا؛ والتى كان من أهمها مقاومة سياسة الأحلاف وإبرام اتفاقية السودان،وبلوغ مفاوضات الجلاء البريطانى عن مصر نهايتها تقريبا .
عقد الصاغ صلاح سالم ثلاثة اجتماعات مع الإمام أحمد شرح له فيها الأسباب التى أدتإلى قيام ثورة يوليو وأهدافها على الصعيدين الداخلى والعربى، وأكد على عدم وجود أيةأطماع لمصر فى أى بلد عربى ، بل على العكس فإنها مستعدة للمساهمة بكل إمكانياتهالتقديم المساعدات الممكنة لأى قطر عربى، ودعم قدراته الدفاعية عن أرضه . كما شرحالإمام من جانبه وجود تهديد بريطانى لبلاده من الجنوب، وطرح فى نهاية الاجتماعاتمطلبه بإرسال بعثة عسكرية مصرية وأخرى من الشرطة المصرية على أن تضم كل بعثة ضابطينقادرين على وضع خطة لتطوير الجيش وجهاز الأمن فى اليمن .
وبرغم ما بدا من عدم جدية الإمام فى تزويد البعثتين بالصلاحيات اللازمة إلا أنناوجدنا فيهما الفرصة للتواجد المباشر فى الساحة اليمنية كما سبق أن أشرت، ومن ثم فقداستجاب الرئيس جمال عبد الناصر على الفور على تشكيل البعثتين، وطلب التفاهم مع كلمن اللواء عبد الحكيم عامر والبكباشى زكريا محى الدين لترشيح العناصر الصالحة لهذهالمهمة . وبالفعل فقد تم اختيار الصاغ أحمد كمال أبو الفتوح واليوزباشى محمود عبدالسلام من القوات المسلحة، والصاغ عبد الله حامد واليوزباشى مصطفى الهمشرى منالبوليس . وجرى تلقين هذه المجموعة بالمهمة المكلفين بها فى اليمن، وكان فى مقدمةعناصرها كسب ثقة الإمام أحمد، وجمع أكبر قدر من المعلومات عن طبيعة الأوضاع هناك..
كما تم مصارحة الصاغ أحمد كمال أبو الفتوح بتفاصيل ما تم الاتفاق عليه مع العقيدأحمد الثلايا مع التنبيه عليه بضرورة التشدد فى مراعاة قواعد الأمن والسرية الصارمةفى الاتصال به تأمينا له من جواسيس الإمام ، كما تم تزويده بشفرة خاصة للتراسل معالمخابرات العامة والرئاسة .
وبالطبع فقد خضعت البعثتان لاختبارات قاسية من جانب الإمام ومعاونيه، وبدا أنهيتعمد إثارة أفرادهما فى كثير من الأحيان ، وإيجاد الأسباب لإعادتهما إلى القاهرة ،ولكن أثبت جميع الأعضاء قدرات فائقة على التحمل وتفويت الفرص على الإمام ، وكانتالبعثتان بمثابة همزة وصل بين ثوار اليمن فى الداخل وأحراره فى الخارج، فى نفسالوقت الذى كان يواصل فيه العقيد احمد الثلايا التحضير التدريجى لتحركه فى الداخل،ونجح إلى حد كبير فى استقطاب بعض زعماء القبائل ، كما نجح فى استقطاب شقيق الإمامالأمير عبد الله حتى كسبه إلى جانبه وسعى لتأليبه على الإمام .
وعلى المستوى الرسمى كانت هناك اتصالات طبيعية ومنتظمة مع النظام اليمنى ، فقد زارالأمير البدر ، ولىّ العهد القاهرة فى 21يوليو1954 ، وحاول الإمام الاستفادة من هذهالزيارة فى إظهار دعم ثورة مصر لنظامه فى نفس الوقت الذى تم فيه ترتيب لقاء بينالبدر وأحرار اليمن المقيمين فى القاهرة فى محاولة للانفراد به وتدعيم العلاقات معهباعتباره الأكثر قدرة على تأمين مستقبل اليمن، وقد نجحت المحاولة بالفعل إلى حدكبير حتى أن الأمير البدر اختار أحد شباب اليمن المقيمين فى مصر وهو الشاب محسنالعينى كسكرتير خاص له، ومستشاره المقرب لمعاونته فى تنفيذ ما يكلفه به الإمام أحمد . وقد طلب الأمير البدر خلال زيارته أيضا موافاته ببعثة تعليمية مصرية .
وكان العقيد أحمد الثلايا يواصل تحضيراته للثورة يعاونه فى ذلك عن بعد القاضى أحمدالزبيرى الذى تخصص له برنامج خاص فى إذاعة صوت العرب يوجه من خلاله أحاديثه للشعباليمنى، والذى يشرح من خلالها أوضاع حكم الإمامة ، وكانت هذه الأحاديث مصدر إزعاجكبير للإمام مما دفعه لمحاولة التقارب مع القاهرة .
وكانت طلبات الثلايا من القاهرة تتلخص فى الاعتراف الفورى بالوضع الجديد فى اليمن،وحث باقى الأنظمة على الاعتراف، وتزويد الثورة اليمنية بأربع طائرات حربية مصريةبطياريها لردع أى قبيلة تحاول القيام بتحرك مضاد، إلى جانب وصول بعثة عسكرية وفنيةلمساندة قيادة الثورة فى إحكام سيطرتهم على الوضع . وفور استقرار الوضع الجديد تقوممصر بإمداد اليمن بعدد من المتخصصين فى كافة مجالات الإدارة والحكم لوضع الأسسالجديدة للنظام الثورى الجديد .
يتبع........
[/size]
مواضيع مماثلة
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 10
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 13
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 14
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 11
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 12
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 13
» عبد الناصر وثورة اليمن..شهادة سامي شرف 14
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 14, 2011 9:10 pm من طرف al3nteel
» بروتوكولات حكماء صهيون- حمل في ثوان
الثلاثاء أبريل 19, 2011 1:24 pm من طرف رضا الهوارى
» المتلاعبون بالعقول
السبت فبراير 19, 2011 11:33 pm من طرف taherab
» فتاه تموت من الخوف
الأربعاء مايو 20, 2009 2:36 pm من طرف gogo
» رجل المستحيل (مقال)
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:22 am من طرف Haleem
» الذكاء العاطفي
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:17 am من طرف Haleem
» ضرورة العلم
الثلاثاء مايو 19, 2009 4:06 am من طرف Haleem
» فخ العولمة
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:58 am من طرف Haleem
» المدينة الفاضلة عبر التاريخ
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:54 am من طرف Haleem
» العبقرية
الثلاثاء مايو 19, 2009 3:50 am من طرف Haleem