خاطرة..إن صادروا يوما قلمي

أيا صاح... إن صادروا يوما قلمي
وأوصدوا عليٍّ باب زنزانة معتمةٍ
وسألوني باستهجان..
لِمَ أطْلقتِ العَنَانَ لمِدَادِ قَلَمِك
وخالفتِ لوائحَ مكتوبةً واعتباراتٍ
أجيبهم... كلمات صدحت بها حنجرة قلم ٍ
لم تقوَ على كتمان آهات قلبٍ نازف
بجروح أُمّةٍ هانت على الأصقاع والكون
عييت أُلاوِحُ عِنادَ قلم ٍ فأبى صمتَ الأذلاءِ
غلب عليه ألم جرحٍ دفين فعَلا أنيناً وصياحاً
مِن سَطوَةِ جلادٍ لم يرحم له رقة أحاسيس ٍ
من هموم أمة حارت على أي كتف تحملها..
حين تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها..
غرابيب سود تنهش لحومها وتفتت عظامها...
وترميها في وادٍ سحيقٍ صارخةً بلا مجيب...
بعد أن أدمنت الاقتيات على لحومها...
وكشرت عن أنيابها غضباً حين غياب جرعة منها...
وترك بقايا دمائها تتناثر على صخور ورمال...
إن بقى منها قطرات بعد امتصاصها.....
فروحي الهائمة ما بين أوتار ومدارجِ
تهوى العلا لسلالة الأطهار من أبناء محمد
صلى الله تعالى عليه وبارك حمّلنا أمانة الدين
لا أدري... أزنزانة المحتل أشد حلكة...
أم أن تلاميذه قد أحسنوا تشييد معتقلاتِ
على عشاق لنوره جافت مآقيهم النوم
لحين بزوغ أولى تباشير الصباح...
أسياجها الشائكة تحجب عن ناظري ضوء الشمس
وتجعل أديم السماء ركاما أسودا وحطاما للشعاع
ويلوح القمر من خلف السياج ألما
لحدود قطـَعت أوصالها شرايين قلبي
وحولتها أقاليم ومربعات
لن يهنأ لي طيب العيش
وعيون طفل ما زالت تذرف دمعة للفراقِ...

منقول من موقع حلحولكم